المرأة والكتابة إلى أين؟ 4
المرأة والكتابة إلى أين؟
الجزء الرابع والأخير يمكن القول ان اي عضو من الجسد الرومانسي الحالم ومن خلال تكراره روائيا يصبح له وجودا نصيا ..وهي بذلك تكون وحدة سردية unité narrative تدخل في علاقة بنائية مع باقي وحدات العمل الروائي، وهي كما قال عنها تزيفيتان تودوروف تعلن عن " التطور الدرامي". تدخل : الأستاذ زكي العيلة التعرف على الجسد ، و محاولات اكتشافه ليست جديدة ، بل قديمة قِدم الإنسان ، غير أن الرؤية الذكورية هي التي تسلطت على جوانب هذه الثقافة ، و أخضعتها لقوانينها ، حيث حضرت المرأة في النص المتوارث رديفاً للنقص والخطيئة و المحظورات و ما إلى ذلك ، إضافة إلى تعامل تلك النصوص معها كسلعة تابعة للرجل ينتقي من المعروض منها ما يشاء ، و يستثني ما يشاء . سؤال أخير الأستاذ المبدع زكي العيلة سيبقى مفتوحا حتى الشروع في حوار /ندوة آخر لتقديمه لجمهور قرائك ومحبيك في الوطن العربي الممتد . هذه الأسئلة النواة تفتح عدة علامات استفهام سنأخذ من وقت أستاذنا العزيز زكي العيلة أجمله للإجابة عليها.. ترقبوا حوارنا القادم. ناقشه في هذا الحوار / الندوة عبد النور إدريس قاص وباحث من المغرب ( المرأة والكتابة) مدير مجلة دفاتر الاختلاف: شهرية ثقافية فكرية عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب http://abdennour.over-blog.net
الاستاذ المبدع زكي العيلة، لا شك ان السرد النسائي العربي قد استغل حضور الجسد الانثوي في عملية التلقي..البداية كانت مع ليلى بعلبكي (أنا أحيى) و ليلى العثمان (الحب له صور) ومليكة مستظرف (جراح الروح والجسد) ..والقائمة طويلة..
ماهو تقييمك لهذه المرحلة في الحياة الابداعية العربية والتي أسميتها في كتابي (الكتابة النسائية) بمرحلة الاستريبتيز الادبي والتي تشهد التعري الادبي أمام المتلقي؟
أما في الخطاب الإبداعي الأدبي المعاصر فقد أضحى الجسد بؤرة الاهتمام ، من حيث اعتباره عند البعض وسيلة إخضاعٍ لسلطة المجتمع و قوانينه و هذا شكَّل أعباءً أخرى هدفت إلى مزيدٍ من التكبيل للجسد ، في الوقت الذي حضر الجسد في بعض الكتابات كدرعٍ و حِصنٍ في مواجهة قهر الرجل ، مما أحال العديد من كتابات الجسد النسوية إلى نوع من العلاقة التصادمية مع الرجل ، و هذا ما تنوء به روايات العزيزة ( سحر خليفة ) خاصة في رواية ( عباد الشمس ) التي غدت صفحاتها نوعاً من الخطاب الأيدلوجي حين تقف المرأة نقيضاً للرجل ، نفي يقابله نفي ، و انغلاق يقابله انغلاق ، بدل أن يكون حضور الجسد الأنثوي شهادة امرأة تكتب بجسدها ، لها ، و لوجودها ، و لوعيها ، و لنا .
و إذا كان الجسد كما يقول جوناثان ميلر ( هو العلامة على كينونتنا ، فيه و من خلاله نتعرف وجودنا في العالم ) فإن هذا يتطلب أن تُبنى كتابة الجسد على علاقة معرفية تنفتح على الوجود ، كما تنفتح في اللحظة نفسها على الذات الإنسانية ، و على عوالم المعرفة الداعمة لانعتاقها و تحررها الواعي ، دون الاحتماء بالاستريبتيز الأدبي أو العري ، من أجل بالاستريبتيز أو التصادمية مع الآخر فقط .
تدخل : عبد النور إدريس
لكل قاص نص مفضل يحس معه المبدع بأنه يختزل عصارة تجربته الإبداعية والإنسانية ويتفاعل في كيانه.
ما هو هذا النص أو النصوص التي جسدت مسار تجربتك الفنية التي راكمتَها في وطن مُحتل (غزة) والذي عاش في الآونة الأخيرة انسحابا ماديا للغزو الصهيوني بالرغم من أنني أهجس بأن حفدة " بروتوكولات حكماء صهيون" يُعدون لاحتلال شيء ما بالوطن الفلسطيني ستبين الأيام ذلك.
كيف تفاعل النقاد مع نصوصك من حيث التناول النقدي ؟
أرجو أن تقتبس لنا بعض المقتطفات النقدية التي تناولت بشكل موضوعي أعمالك القصصية؟
في الأخير أريد أن أنوه بالأستاذ القاص والمبدع زكي العيلة على تجاوبه معنا في هذا الحوار- الندوة وأتمنى أن أستضيفه في لقاء آخر كي نسلط بعض الأضواء على العالم القصصي الذي يسكنه والدور الذي لعبه الأدب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة مقاربة اشكالية الانسحاب كذلك.
شكرا الأستاذ زكي العيلة.